كيمو المدير العام
المساهمات : 234 تاريخ التسجيل : 29/07/2008 الموقع : https://mostf.7olm.org/index.htm
| موضوع: الا تحبون ان يغفر الله لكم ؟ الثلاثاء أغسطس 26, 2008 1:52 pm | |
| [center][b]ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟
ألا تحبون أن يغفر الله لكم يقبل علينا شهر رمضان المبارك في موعد سنوي حددته السماء , ويقبل علينا مع إقباله أيام الوصال أيام الصفاء والنقاء ,
ترتسم في محيا المؤمنين بسمات لقاء الضيف الكريم, يقولون مرحبا" بالغائب المنتظر , أهلا" بموعد الخير والبركات أهلا" بمن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار طال الانتظار بالشوق للقاك . أنت يا رمضان تاج على رأس الزمان , هنيئا" لمن لبسك فنعم تاج الوقار أنت , اختلف الناس في أفكارهم وتوجهاتهم بالنسبة لرمضان منهم من يراه موعد الحرمان فيستثقلون قدومه . ويرونه ذاك الحمل الثقيل فيتمنون قبل قدومه أن ينقضي وصدق الله تعالى إذ يقول " وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " , فمحور التفاعل مع العبادة واستقبالها برحابة صدر والخشوع لأنها راحة النفس واتصال العبد بربه . فهم في ذلك أهل تضيع الأوقات وقطع الساعات بل إنتاج ولا عمل , فرمضان عندهم كباقي الشهور والأيام لم تزرع هؤلاء في حرب مع الضمير والذات السوية رهبة وهيبة رمضان في قلوبهم , على حين أن فئة أخرى من الناس يرون رمضان حبيب طال انتظاره , يرون رمضان مهندس للذات الإنسانية يهندس فيها أسمى القيم والفضائل والأخلاق يرون في رمضان ذالك الوقود الذي يشعل نار محبتهم لله تعالى واستقامتهم كل العام , فتراهم يستثمرون رمضان فتراهم أصحاب أسهم عاليه في بورصة الطاعات والقربات والصلوات إن للصوم فلسفة جميلة راقية ,
يقول أحمد شوقي في وصف الصيام " الصوم حرمان مشروع , وتأديب بالجوع , وخشوع لله وخضوع , لكل فريضة حكمة , وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة, يستثير الشفقة, ويحض على الصدقة , ويسن خلال البر , حتى إذا جاع من ألف الشبع , وعرف المترف أسباب النتع , عرف الحرمان كيف يقع , وألم الجوع إذا لذع " .
ويقول الإمام الغزالي : عن الصوم ( زكاة النفس , ورياضة الجسم , وداع للبر , فهو للإنسان وقاية, وللجماعة صيانة في جوع الجسم, صفاء القلب , وإيقاد القريحة , وإنفاذ البصيرة )
فالصيام إذا جرعة إيمانية جاءت لتشفي هذا الجسم أن الإسلام دين حيوي دينا متحرك مع حركة الحياة فالصيام هو نوع من التغيير في حياة الإنسان وسلوكه , وكم نحتاج أن نصنع هذا التغيير في برنامج حياتنا الروتيني لأن التغيير هذا عنوان لشحذ الهم وتوقيه النفس واستعادة النشاط
وعملية التغيير هذه تحمل في طياتها إقلاع عن طعام وشراب وشهوة وميول سوء , إلى جاني الإقلاع عن كل ما يدنس الروح ويصطدم مع الضمير فالصوم في أبسط معانية التقاء مع الضمير وموعد صلح مع النفس ,
التي تكون في أوجه الانسجام مع مطالب الخالق جل وعلا في مثل هذه الأيام , كم هي جميلة آية السماء التي فرض الله تعالى بها الصيام كجمال كل أيات القرآن الكريم
, قال تعالى " يا أيها اللذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على اللذين من قبلكم لعلكم تتقون "
والى جانب بيان معنى ورسالة الصيام والتقوى في أبسط معانيها أن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى أن يشكر فلا يكفر ,
والتقوى هي الميزان الحقيقي الذي يزان به الخلق والناس إن أكرمكم عند الله اتقاكم " , وقوله صلى الله عليه وسلم " من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله " .
والى جانب هذا المعنى الكريم الذي جاء به الصوم من أجل توظيفه في ذات الإنسان تبين الآية الكريمة درجة التناغم والالتقاء في الشرائع
" كتب عليكم الصيام كما كتب على اللذين من قبلكم" وقوله تعالى " لقد وصينا اللذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "
فأن تشمل الآية كل أصحاب الشرائع هي دعوة للانسجام من بني البشر جميعا" .
إن شهر رمضان محطة حياتية هامة في حياة الإنسان, لها روعتها وجمالها الروحي , لو فهم الإنسان قيمة هذه المحطة الحياتية لطال تمنيه أن تدوم وتبقى .
قال صلى الله عليه وسلم " لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت كلها رمضان " وأتيح لنفسي أن الوي عنق السياق لأنظر وجمهور القراء , إلى الواقع الأليم الذي وصلنا إليه في علاقتنا الإنسانية حيث تفشت العداوات وانتشرت الكراهية والبغضاء .
وكأن دم الخلق والناس يغلي في عروقهم في كل وقت وحين فتمزقت الصلات والعلاقات وانقطعت الروابط والقرابات حتى علاقة الأبناء بالآباء حتى علاقة الجيران حتى علاقة الآخرة والأصدقاء
هكذا أصبحت علاقات البشر في مهب الريح وأصبح التحكم في هذه العلاقات بالمقياس المادي البحت فأمام كل هذا بدأ معين الخير ينضب وبدأ شعور الإنسان في كآبة المنتظر لأن ما يأتي أسوأ من الذي مضى , ولعلي إذ ناديت بنداء رب العالمين ألا تحبون أن يغفر الله لكم .
أن نعود إلى رشدنا وأن نقلع عن غينا وضلالنا , وأن نستثمر شهر رمضان في ميادين الإنسانية والمحبة والمودة , وأن نستثمر شهر رمضان في ميادين الإنسانية والمحبة والمودة .
وأن نستلهم كل معاني الخير من هذا الشهر الكريم المبارك . قالوا شبع الإنسان وبطر, ونسي الخالق والمخلوق , فلعل هذا الإنسان عندما يكتشف لوحد ومن خلال الجوع .
لفة الجائع وحسرة المحتاج , وأنين المحروم فيستفيق هذا الضمير المستتر الضائع ويبقى هذا الحس البليد , ويتغير سلوك الإنسان تجاه أهل الحرمان فيخرج من جيبه ما عجز عن إخراجه قبل رمضان , ولعل رمضان موسم ينشط العلاقات الإنسانية والاجتماعية ويخفف من حرارة الحقد والحسد .
والكراهية والبغضاء بالرحمة والعطف والتسامح والصفح لأن العبد يرجو من الله أن يغفر له ولن تتحقق هذه المغفرة إلا إذا غفر لإخوانه ,
مع قناعتي أن إنسان هذا العصر والزمان سلب منه الاعتبار ونزلت فيه أسهم الضمير فتأثره بالأحداث على سبيل التغيير أصبح صفرا"
, لتصدق في هذه الحالة مقولة ذاك العالم لو احترق نصف الإنسان ما اتعظ نصفه الآخر لأن عقل الإنسان يدور في دائرة واحدة ,
وصدق الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم عندما قال : الناس ينام فإذا ماتوا انتبهوا "
اللحظة التي قد تنبه الإنسان من غفلته وسباته هي الموت موته هو وليس موت غيره لأنه لا يعتبر بموت غيره .
ينبغي أن نتعلم فلسفة الصيام حتى تكون ممارستنا لهذه العبادة تحمل المعاني السامية وتؤدي الأدوار المرجوة في نفس الإنسان وسلوكه .
هذه المدرسة الإلهية قد فتحت أبوابها وها نحن طلابها فهل نرضى لأنفسنا الفشل أم النجاح [/b][/center] | |
|