استقبلوها بالقبلات فرحا باللقاء.. وودعوها بالدموع حزنا على الفراق. ربما لخصت تلك الكلمات البسيطة حرارة الزيارة التي قامت بها النجمة التركية سونغول أودين -التي قامت بدور "نور" في المسلسل الذي يحمل الاسم نفسه- وزميلتها آيشة فارلير "دانا" إلى دار الأيتام الإسلامية في بيروت بدعوة من محطة mbc.
وأعربت نور عن سعادتها البالغة لهذا النجاح الكبير الذي حققه المسلسل في العالم العربي، وهو ما أظهره الاستقبال الحافل الذي لقيته منذ وصولها إلى العاصمة اللبنانية بيروت، نافية في الوقت نفسه أن يكون مسلسل "نور" لم يحظ بالقدر نفسه من النجاح لدى عرضه بتركيا، وقالت: "في كل يوم في تركيا يصدر العديد من المسلسلات، ولا يمكن لمسلسل أن يستمر لأيام إذا لم يكن ناجحا".
وردا على سؤال -خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته في ختام الزيارة- إذا ما كانت ستهب إحدى كليتيها لمن تحب في الحياة كما فعلت في المسلسل، قالت: "الحب هو أهم شيء في الحياة، وعلينا أن نهب من نحب كل ما بوسعنا، فكيف لا أهب حبيبي كليتي؟. بل قل إنه لو حدث ذلك في الحياة لوهبته كليتي الثانية".
وحول مبررات بقائها على قيد الحياة في نهاية المسلسل رغم إصابتها بمرض السرطان، وتوقع الجميع لها أن تموت في نهاية الأحداث، قالت: "إنهم في المسلسل أحبوا أن يمنحوا مرضى السرطان أملا، وبالتالي فضّلت الحياة على الموت".
وعلقت نور التركية على احتمال أن تكون من جذور عربية، خصوصا وأنها من "ديار بكر" القريبة من مدينة ماردين في تركيا بالقول: "ولم أنزعج؟.. فأنا أتمنى أن أكون عربية لأن هناك تقاربا كبيرا بين العرب والأتراك".
أما "دانا" فنفت أن يكون مسلسل "نور" قد حمل بعدا غربيا في تناول القضايا أو جامل الأوروبيين بطرحه بعض القضايا الأكثر جرأة، معبرة عن أملها في أن تستمر نجاحات الدراما التركية التي حققتها في العالم العربي.
من جانبه، قال مازن حايك -مدير التسويق في الـmbc-: "كنا نتوقع النجاح، لكن ما تحقق من نجاح فاق توقعاتنا بكل المقاييس؛ إذ أضحت أخبار المسلسلين التركيين مادة صحفية دسمة تتناقلها مختلف الشبكات العالمية التلفزيونية والمؤسسات العالمية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وغيرها من وسائل الإعلام العالمية".
85 مليون مشاهد لنور
وأضاف حايك: بالعودة إلى لغة الأرقام فإن عدد مشاهدي مسلسل نور بلغ 85 مليون مشاهد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ممن تجاوزت أعمارهم سنّ الخامسة عشرة من الجنسين. منهم حوالي 50 مليونا من الإناث -أي ما يعادل أكثر من نصف عدد النساء البالغات في العالم العربي- و35 مليونا من الذكور، وبذلك يكون مسلسل نور قد حقق أعلى نسب مشاهدة في العالم العربي خلال السنوات الماضية.
وفيما يتعلق بنسب مشاهدة "سنوات الضياع" أوضح: "أنها بلغت 67 مليون مشاهد، منهم حوالي 39 مليونا من الإناث -أي ما يعادل أكثر من ثلث عدد النساء البالغات في العالم العربي- و28 مليونا من الذكور البالغين، وبذلك يكون المسلسل قد حصد ثاني أعلى نسب مشاهدة بعد نور".
وأشار مدير التسويق في الـmbc إلى أن هناك عدة أسباب تقف وراء نجاح المسلسلين التركيين، بداية من قرب الثقافتين العربية والتركية، والتشابه بين العادات والتقاليد، فضلا عن الجرأة في الموضوعات التي تتطرق إليها القصة، والتي تحاكي المشاهد وتلامس اهتماماته المختلفة من حب ورومانسية وزواج وخيانة وطلاق ومشاكل عائلية وصراع على المال والتوريث.
وانتهى مازن حايك إلى القول بأن هذا النجاح المزدوج للدراما التركية المدبلجة يدفعنا إلى توفير المزيد من المحتوى النوعي والبرامج الترفيهية، بما في ذلك الدراما بالطبع على اختلاف أنواعها ومصادرها.
تفاصيل الزيارة
كانت نور قد وصلت إلى مطار رفيق الحريري بالعاصمة اللبنانية بيروت بصحبة دانا في الساعة الثانية من بعد ظهر الإثنين 8 سبتمبر/أيلول، وسرعان ما حوصرتا بالمعجبين والمعجبات الذين استقبلوهما بالورود، لينتقلا فيما بعد بصحبة مدير التسويق في mbc مازن حايك، ومدير مكتب المحطة في تركيا فضلا عن نادين طربية إلى فندق (روتانا - جفينور) في منطقة كليمنصو في بيروت ليستقبلا بالورود أيضا.
وبعدها توجهت النجمتان التركيتان إلى دار الأيتام الإسلامية لزيارة أطفال لبنان الذين كثيرا ما يحلمون بلقائها ولقاء كل أبطال مسلسل "نور" و"سنوات الضياع".
واستقبلهما الأطفال بالورود والقبلات، حيث حرصت نور على تقبيلهم جميعا واحتضنتهم والدموع تنهمر من عينيها.. وطلبوا منها أن توقع لهم على أوتوجرافات أو على رسوم رسموها خصيصا لها، ورحبت بذلك معربة عن سعادتها البالغة.
نور التي تعشق الأطفال ببراءتهم ما كانت لتغادر مقر دار الأيتام لولا ضيق الوقت، فودعوها بمثل ما استقبلوها به بالقبلات والدموع، كما ودعتهم هي بالدموع.